صدمت جائحة كوفيد ١٩ العالم وأجبرت الأشخاص على حماية أنفسهم من الآخرين في محاولة للبقاء آمنين وتقليل خطر الإصابة بفيروس كورونا. كان للوباء تأثير كبير على مشهد الأعمال، حيث أثر على مستقبل العمل ومكان العمل، وخاصة طريقة تبادل الخدمات المهنية وإتمامها. يقوم المستهلك عادة بتنفيذ الخدمات المهنية وجهًا لوجه؛ ومع ذلك، كان ذلك مستحيلًا فعليًا في بعض أنحاء العالم. إذا، كيف تكيف مقدمو الخدمات والمستهلكون والشركات تحديدًا على حد سواء مع هذه المشكلة؟
هل لا يزال المستهلكون يلتقون بمقدمي الخدمة؟
استناداً إلى البيانات التي جمعتها سيرفكورب في دراستنا الأخيرة، يمكننا القول بأنه على الرغم من حدوث انخفاض حاد في عدد العملاء الذين يلتقون بمقدمي الخدمات المهنيين شخصيًا، إلا أنه لا يزال يتم توفير أو الحفاظ على نفس المستوى من الخدمات المهنية. فمن يعملون في الخدمات القانونية والاستشارية والمالية وتكنولوجيا المعلومات ليسوا سوى عدد قليل من المجالات الرئيسية في مشهد الأعمال التي تأثرت بسبب الاتصال المحدود بين المستهلكين والخدمات المهنية.
يمكننا الاستفادة من البيانات التي تشير إلى أنه لا يزال هناك طلب كبير على الخدمات المهنية، على الرغم من وجود تغيير في كيفية تقديم تلك الخدمات. فقد تكيفت تلك الخدمات مع بيئة الأعمال المتغيرة، مما أجبر مقدميها على إيجاد طرق جديدة للاتصال بالعملاء. تبنى مقدمو الخدمات نهجًا رقميًا في العمل، بما في ذلك طرق عدم التواصل أو التواصل القليل للقاء العملاء. وقد يشمل مستقبل العمل الاستعانة ببعض التطبيقات مثل زووم وسكايب والمكاتب الافتراضية و دروب بوكس وزيادة استخدام التقنيات المستندة إلى السحابة الإلكترونية. تتيح تلك الأنواع من التقنيات للمستهلكين والموردين مقابلة بعضهم البعض في الوقت الفعلي من أي مكان يرغبون فيه. وتعتبر تلك الأساليب الرقمية كذلك أكثر فعالية من حيث التكلفة، بدلاً من التواصل وجهًا لوجه في نفس الموقع. يمكن أن تقلل تلك الأساليب من انتشار فيروس كوفيد-١٩، وأن تحد كذلك من تكلفة تلك التقنيات وتخيفضها بمرور الوقت، بحيث تصبح عنصرًا أساسيًا في العمل في مستقبل العمل بعد فترة طويلة من من انتهاء جائحة كوفيد ١٩.
هل تؤثر بيئة المكتب المهنية على قرارات المستهلكين؟
استجابة للمعلومات التي جمعناها أعلاه، سألنا عما إذا كانت مقابلة مقدمي الخدمات المهنــية في بيئة مكتبية تؤثر على اتخاذ القرار عند الاختيار بين مقدمي الخدمات المهنيين وكانت الإجابة بنعم، فالاجتماع في بيئة مكتبية احترافية يؤثر بشكل إيجابي على القرار عند اختيار المورد. وقد تكون هذه الحالة خاصة بالثقة في العلامة التجارية، والتي تؤثر على المستهلك لأنه يستطيع تحديد الوقت والجهد والأموال التي ينفقها في خدمة احترافية في مكان عمله. وقد تمنح البيئة المهنية الأمان للمستهلك بالقدر الذي يوفره مزود الخدمة كما أن طريقة العمل بها احترافية في إدارة الأعمال.
تُظهر البيانات أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين ٥٥ و ٦٩ عامًا أكثر قابلية بمقدار الضعف للنظر إلى عقد الاجتماعات في المقاهي على أنه أمر سلبي مقارنة بمن تتراوح أعمارهم بين ٢٥ و ٣٤ عامًا. يدل ذلك على أن مستقبل العمل قد تغير وخلق اتجاهات جديدة في مكان العمل مثل الاجتماع خارج المكتب في بيئة غير مؤسسية. إذا لم يُنجز عملك من مكتب احترافي -على سبيل المثال مكتب منزلي أو صالة عمل مشتركة- فهناك دائمًا خيارات يمكن اتخاذها لخلق انطباع أول رائع للعميل مثل غرف اجتماعات سيرفكورب. تسمح لك غرف الاجتماعات باستئجار مساحات مكتبية احترافية للاجتماعات والأنشطة التجاريـة الأخرى سواء لمدة ساعة أو ليوم واحد.
لزيادة ترسيخ التوجهات الجديدة في مكان العمل التي بدأت في تغيير مستقبل العمل، قمنا بمقارنة البيانات التي تلقيناها بشأن الاجتماع في بيئة مهنية مقارنة بالاجتماع في بيئة يغلب عليها الطابع العام بالبيانات التي تلقيناها في عامي ٢٠١٦ و ٢٠١٧ في نفس الموضوع.
وجدنا أنه على الرغم من أن الاجتماع في بيئة مهنية هو الطريقة الأفضل والأكثر أمانًا للموردين للقاء العملاء المحتملين، إلا أن الآراء حول أماكن الاجتماعات الأخرى خارج المكتب قد تغيرت على مدار السنوات الخمس الماضية. فمستقبل العمل في الوقت الحالي يستلزم أماكن عمل مختلطة مقبولة بدرجة أكبر، حيث تشير أكثر من ٧٠٪ من الاستجابات إلى أن الاجتماع في مقهى في عام ٢٠٢١ لا يؤثر سلباً على اختيار مورد محترف.
وبحسب ما تناولناه مسبقًا، بوسعنا ملاحظة أن تلك الأرقام قد ارتفعت في السنوات الأخيرة في ظل وباء يجبر على مستقبل عمل واجتماعات رقميـة تُعقد عن بعد أو في مساحات عمل افتراضية (ومن الأمثلة على ذلك أسانا وجيرا وسلاك ومايكروسوفت تيمز) في ظل ظروف مثالية، وربما يمهد ذلك الطريق لمستقبل العمل من المنزل واطلاع القوى العاملة في المؤسسة على مهارات رقمية جديدة وأكثر تقدماً. كما دفع الوباء إلى المزيد من الابتكار في قطاع التكنولوجيا. لقد أتاح للمستهلكين الحصول على خدمات احترافية والحصول على العمل الذي يحتاجون إليه من خلال زيادة الأتمتة. ويمكننا حتى أن نرى أن مستقبل العمل يتغير في جميع أنحاء العالم حتى في أماكن الضيافة؛ حيث يتم تقديم القوائم رقمياً بعد المسح الضوئي في المطعم باستخدام رمز الاستجابة السريعة.
إذاً، ما هو استنتاجنا؟
هناك طلب كبير على الخدمات المهنية في الوقت الحالي، وقد أثر فيروس كورونا على محل العمل مع تغير مستقبل العمل بشكل مطرد. لقد قل عنصر التفاعل البشري في المعادلة وتكيف العملاء مع ذلك. وكما كنا نرى في عام ٢٠١٦، كان الاجتماع في مكتب مهنــي هو الطريقة الأساسية للقاء الموردين. ومع ذلك، فقد تغير الإدراك وأصبح الاجتماع في مناطق أصغر خارج المكتب أو حتى عبر الإنترنت طريقة مقبولة على نطاق واسع لإدارة الأعمال في مستقبل العمل.
إذا كانت هذه الإحصاءات علامة على توجــه جديد - ربما ظهر ليبقى - فقد يؤدي ذلك إلى تقليل العنصر البشري المشمول في المعاملات والتعاملات التجارية. ويمكن تقبل ذلك بشكل إيجابي، حيث لا يضطر المستهلكون والموردون على حد سواء إلى الانتقال إلى بعضهم البعض، مما يوفر الوقت ويجعل الصفقات أسهل وأكثر قابلية للإدارة في مستقبل العمل. وإذا نظرنا إليها بشكل سلبي وطالعنا انخفاض العنصر البشري في تلك الأنواع من التعاملات، فقد يؤدي ذلك إلى خسارة الوظائف بسبب تناقص حاجة الموردين للترحيب بالمستهلكين في مكان العمل في المستقبل.
تقدم سيرفكورب إجابات على التحول في توجهات مكان العمل الذي أحدثته جائحة كوفيد من خلال توفير مكاتب افتراضية وغرف اجتماعات قد تساعد شركتك في الانتقال إلى ما يبدو أنه العصر الجديد للعمل خارج المكتب المهني التقليدي. تتيح تلك المنتجات كذلك للشركات التجارية توفير سكرتيراً معنياً برعاية الأعمال ومورديها. تعد المكاتب الافتراضية طريقة رائعة للعمل وأنت مرتاح في منزلك، وهي مشمولة بجميع مزايا العنوان المتميز في مدينتك المحلية.